قرداحي أثار الخلاف بسبب تصريحات غير مسئولة

 


من الواضح أن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي لم يفرق بين دوره كشخصية تلفزيونية ودوره كوزير رفيع في الحكومة اللبنانية خلال المقابلة المثيرة للجدل التي أجراها مع قناة الجزيرة التابعة لقطر، 


وزعم قرداحي في مقابلته أن الحوثيين ببساطة "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداء خارجي" وأن حرب اليمن "غير مجدية وعبثيه".


 لو كان قد أدلى بهذه التصريحات كشخصية إعلامية، لما كان أحد يهتم حقاً، كان سيُنظر إليه على أنه رأيه الشخصي في هذه المسألة، ولا شيء أكثر من ذلك.

 

 لكن لأن قرداحي هو وزير الإعلام في حكومة شُكلت بشق الأنفس في بيروت، فقد انتشرت تصريحاته على الفور على وسائل التواصل الاجتماعي وأدت إلى أزمة حادة بين لبنان ودول الخليج،  وردا على المقابلة، استدعت السعودية والإمارات والكويت والبحرين سفراءها من لبنان، بينما أدان مجلس التعاون الخليجي الست تصريحات قرداحي.

 

 بالطبع، إذا كان هذا هو رأيه، فله كل الحق في تصديقه، لكن ليس من حقه أن يعلنها علانية وتصويرها كموقف رسمي لحزب سياسي، أو أسوأ من ذلك، للحكومة اللبنانية.

 

  لم يمض ساعات قليلة على نشر الفيديو حتى أصدر نايف فلاح الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، بيانًا يرفض تصريحات قرداحي.

  

  وسرعان ما حذت المملكة العربية السعودية حذوها واستدعت سفيرها من بيروت.

  

  الحوثيون ليسوا أكثر من وكيل إيراني مكلف بتنفيذ أجندة طهران في الخليج.  يفهم قرداحي هذه الحقيقة جيداً ويعرف أن بقاء حكومته يعتمد بالمثل على طهران. 

  

 في غضون ذلك، تبقى حقيقة أن المشروع السياسي الإيراني في الشرق الأوسط يشكل تهديدا ليس للخليج وحده، بل للعالم العربي كله.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-